أحبتي في الله ..
أسأل الله العلي الأعلى
أن يشرح صدوركم
وأن ييسر أموركم
وأن يختم بالصالحات أعمالكم
أحبتي
أنتم بخير مادمتم قد حرصتم على الاطلاع لما درج تحت هذا العنوان
أتدرون لماذا ؟
لأنكم حرصتم على بذل سبب يوصلكم إلى شفاعة خير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله العلي القدير أن يبلغكم مرادكم وأن يرضى عنكم وأن يعطيكم حتى ترضوا أنتم و كل مسلم.
والآن أترككم لتثلجوا صدوركم برحمة ربكم سبحانه بكم في يوم عصيب لا ينفع فيه مال ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم .
ولتتأملوا حرص رسولكم صلى الله عليه وسلم عليكم فتقولوا بكل يقين :
صدق الحق سبحانه حين قال :
( لقد جاءكم رسول من أنفسكم
عزيز عليه ماعنتم
حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم )
تكميل وتتميم لما أوردته لكم عن الشفاعة سابقا
شفاعاته صلى الله عليه وسلم
قال الجلال السيوطي رحمه الله وغيره وله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثمان شفاعات
( أولها وأعظمها ) شفاعته صلى الله عليه وسلم في تعجيل حساب الخلائق وراحتهم من طول ذلك الموقف وهي مختصة به صلى الله عليه وسلم
(ثانيها ) في إدخال قوم الجنة بغير حساب ، قال النووي وهي مختصة به صلى الله عليه وسلم وتردد في ذلك الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ تقي الدين السبكي وقالا لم يرد في ذلك شيء . وكان الشيخ محي الدين يقول في معنى أن قوما يدخلون الجنة بغير حساب أن المراد أنه لم يكن في حسابهم وفكرهم أن الله يدخلهم الجنة أبدا لشهودهم قبيح زلاّ تهم وقد مرّ ذلك عن غيره أيضا
( ثالثها ) فيمن استحق دخول النار أن لا يدخلها. وتتردد النووي في كون هذه مختصة به صلى الله عليه وسلم . قال السبكي لأنه لم يرد في ذلك نص لا بنفيه ولا بإثباته
(رابعها ) في إخراج من أدخل النار من الموحدين حتى لا يبقى فيها أحد منهم وتخلو طبقاتها منهم وينبت فيها الجرجير كما ورد . وهذه الشفاعة يشاركه صلى الله عليه وسلم فيها الأنبياء والملائكة والمؤمنون وقد حكى القاضي عياض في ذلك تفصيلا فقال إن كانت هذه الشفاعة لإخراج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان فهي خاصة به ليست لأحد من الأنبياء والملائكة والمؤمنين وإن كانت لغير من ذكر فقد يشاركه في ذلك غيره
( خامسها )في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها وجوز الإمام النووي رحمه الله اختصاص هذه به صلى الله عليه وسلم
( سادسها ) في جماعة من صلحاء أمته ليتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات كما ذكره القزويني في العروة الوثقى
( سابعها ) فيمن خلد من الكفار في النار أن يخفف عنهم العذاب في أوقات مخصوصة جمعا بين هذه وبين قوله تعالى(لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) كما ورد ذلك في الصحيحين في حق أبي طالب وكما ذكره ابن دحية في حق أبي لهب من أنه يخفف عنه العذاب في كل يوم اثنين لسروره بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعتاقه ثويبة حين بشرته به .
ثم قال الجلال السيوطي ولا يرد علينا شفاعته صلى الله عليه وسلم لبعضهم أن يخفف عنه عذاب القبر لأن هذه شفاعة في المؤمنين وفي البرزخ وكلامنا إنما هو في شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على وجه فيه عموم لسائر الموحدين ولغيرهم على وجه التخفيف فقط كما مرّ
( ثامنها ) في أطفال المشركين أن لا يعذبوا
وهذه الثلاث الأخيرة ذكرها بعضهم وأضاف إليها من دفن بالمدينة رواه الترمذي وصححه . قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها )
اللهم ارزق كل من قرأ هذه الكلمات
شهادة في سبيلك
وميتة في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم
بعد عمر مديد في طاعة وصحة وحسن خلق